
المؤلف:جاري ويلسون
نبذة عن الكتاب
هل فكرت يومًا في تأثير مشاهدة الأفلام الإباحية؟
إذا كنت من هؤلاء الذين يجدون أنفسهم غارقين في عالم الإباحية، فأنت في حاجة لفهم ما يحدث عقليًا ونفسيًا عندما نغرق في هذا النوع من المحتوى. بالطبع، هناك خسائر ضخمة مرتبطة بذلك، وأحد أكبر التحديات التي ستواجهها هو اتخاذ القرار: هل ستستمر في هذا الطريق؟ أم ستقرر العودة إلى الله والابتعاد عن هذه الفتنة؟
الخسائر النفسية والجسدية:
وفقًا لما ذكره الكاتب جارى ويلسون في كتابه "دماغك تحت تأثير الإباحية", السعادة ليست مجرد شعور، بل هي نتيجة لتفاعل مجموعة من الهرمونات في الدماغ، مثل الدوبامين و الأوكسيتوسين. هذه الهرمونات تُفرَز عادةً عندما نخضع لتجربة ممتعة أو تحفيز طبيعي. لكن الأفلام الإباحية تأخذ الأمر إلى مستوى آخر، حيث يتم ضخ كمية ضخمة من الدوبامين، ما يؤدي إلى تغييرات في كيمياء الدماغ، مسببًا تأثيرًا قويًا يتسبب في تدفق مادة تُسمى DeltaFosB. هذه المادة تؤدي إلى ما يُسمى "آلية الشراهة"، مما يجعل الشخص لا يشعر بالرضا إلا من خلال مشاهدة المزيد من الإباحية، فتُضعف قدرته على الاستمتاع بأي شيء آخر.
الخسارة الأولى: تشوه التصور الجنسي:
من أهم الخسائر التي تظهر نتيجة لمتابعة الإباحية هي تشويه الفهم الطبيعي للعلاقات الحميمة. الشخص الذي يشاهد باستمرار هذا النوع من المحتوى يبدأ في بناء "قالب" غير واقعي عن العلاقة الجنسية. توقعاته تصبح غير قابلة للتحقيق في الحياة الواقعية، مما يسبب خيبة أمل واستهجان لعلاقته الزوجية، حتى وإن كانت زوجته لا تقصر في شيء.
قال تعالى: "ثم لا يأتيَنَّهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكِرين"، وهذه إشارة إلى محاولات الشيطان المستمرة لتحريف مفاهيم النعمة في الحياة.
الخسارة الثانية: تحول النظرة للمرأة:
تأثير الإباحية يتجاوز العلاقة الزوجية ليشمل نظرة الرجل للمرأة بشكل عام. حيث تتحول هذه النظرة من علاقة إنسانية وعاطفية إلى مجرد رغبة جنسية، مما يسبب مشكلة كبيرة في احترام العلاقة الزوجية وحياة الرجل العاطفية. يتغير مفهوم المودة إلى شراهة، ويتأثر بشكل سلبي في حياته الشخصية والعائلية.
الخسارة الثالثة: الظلام في القلب:
بعد مشاهدة الأفلام الإباحية، غالبًا ما يواجه الشخص صعوبة في العودة إلى حياته الطبيعية أو عباداته. الصور المزعجة التي تكون قد عُرضت له تظل حاضرة في ذهنه، مما يؤدي إلى ظلام في القلب. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن النظر سهم من سهام إبليس مسموم، من تركه من مخافتي أبدلته إيمانًا يجد حلاوته في قلبه." هذه الكلمات تبرز الأثر العميق الذي يمكن أن تتركه هذه الفتنة في الروح والقلب.
القرار بين الاستمرار أو التوبة:
في النهاية، الخيار بين الاستمرار في هذا الطريق المظلم أو العودة إلى الله هو قرارك الشخصي. التوبة والابتعاد عن هذا النوع من الفتنة يمكن أن يُنقذك ويعيد لك الطمأنينة والرضا. الله قادر على أن يُخرجك من هذا المأزق، فاختَر بحذر.
0 مراجعة