
الكتاب:البداية والنهاية ابن كثير
المؤلف:إسماعيل بن عمر بن كثير عماد الدين أبو الفداء
السلسلة:التأريخ
اللغة:العربية
الصفحات:10254 صفحة
الصيغة:PDF
حجم الملف:190.94 ميجا بايت
تحميل الكتاب
المؤلف:إسماعيل بن عمر بن كثير عماد الدين أبو الفداء
الحمد لله الذي هو الأول والآخر، الظاهر والباطن، الذي لا يعلمه أحد سواه، فهو الخالق العظيم الذي ليس قبله شيء ولا بعده شيء، وهو الرازق الكريم الذي يعلم كل شيء، حتى دبيب النملة في الظلام على الصخرة. هو المتعال العلي الذي خلق الكون وأحكمه، فرفع السموات بلا عمد، وزينها بالكواكب، وجعل في السماء سراجاً وقمراً منيراً. هو صاحب العرش العظيم الذي تحمله الملائكة الكرام وتحفه الكروبيون بالتقديس، وكل السماء مليئة بالملائكة. جعل الأرض مسكنًا للبشر وأودع فيها كل ما يحتاجونه من زرع وحيوانات، وسارعت السحائب بالرحمة عليهم بالمطر. لقد خلق الإنسان من طين ونسله من ماء مهين، ورفع قدره بالعقل والتعليم، فخلق آدم أول البشر وأسجد له الملائكة وخلق حواء لتكون رفيقته.
بعد ذلك، أمر الله أن يهبط آدم وحواء إلى الأرض، وبدأت البشرية في الانتشار على الأرض، حيث جعل الله من ذريتهم ملوكًا وفقراء، أغنياء وعبيدًا، وأعطاهم الأرض ليخلفوا بعضهم البعض إلى يوم الحساب. أسكنهم الأرض وجعل فيها الأنهار والبحار، وأرسل لهم السحب والأمطار لتوفير الطعام والشراب. ثم أرسل الله رسله وأنزل كتبه، يوضح لهم الحلال والحرام، ويرشدهم إلى الطريق المستقيم. ومن يتبعهم ويصدقهم وينقاد لأوامرهم فإنه يظفر بالنعيم الدائم في الجنة، ومن يكذبهم ويعصيهم فإنه يلقى العذاب الأليم في النار.
أما بعد، فإن هذا الكتاب يتناول بداية الخلق من العرش والكرسي والسموات والأرضين، ويذكر كيف خلق آدم عليه السلام، وقصص الأنبياء والمرسلين. سنعرض فيه أحداث التاريخ حتى زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونذكر سيرته العطرة التي تشفي القلوب وتزيل الأوجاع. يتبع ذلك سرد للفتن التي ستحدث في المستقبل، وأشراط الساعة، ثم نناقش أهوال يوم القيامة، وصفات النار والجنة وما فيها من نعيم. نقدم كل ذلك بناءً على الكتاب والسنة والأحاديث الصحيحة التي تنقلها العلماء وورثة الأنبياء، مع التأكيد على عدم الاعتماد على الإسرائيليات إلا ما وافق الشرع.
0 مراجعة